responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 56

الأمّة ضريبة تنكّبها عن الشرعية وتهاونها بأمر الله.

6 - وبهذه الحالة فإنَّ أقصى ما يتمنّاه الإمام الحسين أن لا يجبر على البيعة، وأن يترك وشأنه حتَّى يستبين الصبح للأمّة!

أين كانت الأمّة؟

يتساءل الكاتب عن دور الأمّة الإسلامية ودور عقلائها بالخصوص، فيقول:

أين كانت الأمّة الإسلاميّة عندما وقعت مذبحة كربلاء؟! أين كان المسلمون؟! وأين كان عقلاء الأمّة ووجهاؤها؟! هل كانوا بالحجّ فشغلوا بمناسكه؟! أم كانوا غزاة يجاهدون في سبيل الله؟! أم كانوا نياماً وقد استغرقوا في نومهم فلم يسمعوا صرخات الاستغاثة، ولا قرقعة السيوف، ووقع سنابك جيش الخليفة؟!

الأدلَّة القاطعة تشير إلى أنَّهم لم يكونوا بالحجّ، ولا كانوا غُزّىً، ولا كانوا مستغرقين بالنوم، بل جرت أمامهم فصول المذبحة فصلاً فصلاً، وبالتصوير الفنّي البطيء، وأنَّهم تابعوا وشاهدوا وقائع المذبحة البشعة في كربلاء، بنظرات ساكنة، وأعصاب باردة، تماماً كما يشاهدون فلماً من أفلام الرعب على شاشة التلفاز، وكان دور الأكثرية الساحقة من الأمّة الإسلاميّة، ودور وجهائها وعقلائها مقتصراً على المتابعة والمشاهدة باستثناء بعض التعليقات أو الانفعالات الشخصية المحدودة التي أبداها بعضهم همساً وهو يتابع ويشاهد المذبحة!

كان بإمكان عقلاء الأمّة الإسلاميّة ووجهائها، وكان بإمكان أكثرية تلك الأمّة على الأقلّ أن يحجزوا بين الفئتين المتنازعتين قبل وقوع المذبحة! فالوجهاء والعقلاء الذين لا دين لهم يحجزون في مثل هذه الحالات!

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست