responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 43

الجدل معهم، لأنَّهم قد اكتسبوا معتقداتهم بالوراثة والعادة، والعادة طبيعة ثانية، وإبطال مفعولها يحتاج عوناً من الله، ورغبة في التغيير، وجهداً عقلياً منظَّماً، وهم ليسوا على استعداد ليبذلوه، ولقد ساق القرآن الكريم نماذج رائعة من خلال جحد الأقوام لأنبيائهم ورسلهم، وفي هذه النماذج عبرة، قال تعالى: (وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ) (الملك: 10).

التحريفات

لقد تعهَّد الله تعالى بحفظ القرآن الكريم، وعمل أهل بيت النبّوة عليهم السلام وأوليائهم على حفظ بيان النبيّ لهذا القرآن، ومهما كانت قوّة الإعلام ومهما عظم المكر التاريخي فإنَّ دين الله الحنيف من الوضوح بحيث لا يخفى على عاقل، مع التمسّك بهذه المقدّمة، فقد جرت عدَّة محاولات للتحريف ولكنَّها كانت مكشوفة، من ذلك ما رواه الطبري في تاريخه عن حديث الدار وقول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي:

«إنَّ هذا أخي ووصيّ وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا»[58].

ثمّ اكتشف الطبري أو الناشرون في ما بعد خطورة هذا النصّ الشرعي على ثقافة التاريخ وبناها التحتية، فحذفوا كلمتي (وصيّي وخليفتي) ووضعوا بدلاً منهما: «إنَّ هذا أخي وكذا وكذا»[59]! هذا أنموذج للتحريف، وعندما ذكر ابن الأثير رسالة محمّد بن أبي بكر لمعاوية لم يذكر نصّ الرسالة، لأنَّها تكشف حقيقة معاوية وتاريخه، واكتفى بالقول بأنَّ فيها أموراً لا تحتمل العامّة سماعها[60]!


[58] تاريخ الطبري 2: 63.

[59] تفسير الطبري 19: 149/ ح 20374.

[60] أنظر: الكامل في التاريخ 3: 273.

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست