responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 42

من هذه الأوصاف الظالمة! لقد بلغ العرب المدى عندما قالوا بأنَّ القرآن أساطير الأوّلين! ولكن بوقت طال أم قصر، سقطت أكاذيب الأكثرية من أبناء المجتمعات، وحصحص الحقّ، وبقيت الحقيقة الخالدة التي نادى بها النبيّون.

المطلوب أن أنجو بنفسي، ولا يضيرني عند الله إن ضلَّ ابني أو تنكَّر لي مجتمعي، ليقولوا: إنَّني كافر.. وإنَّني رافضي.. الخ، هم يعرفون أنَّني أُصلّي وأحجّ وأبكي من خشية الله، لقد كنت خطيبهم، وإمامهم في الصلاة، ورئيس بلديتهم، فكيف يمكن التوفيق بين هذه الاتّهامات وحقيقة الواقع!؟

تلك طبيعة المجتمع البشري

إنَّ فرعون كان يعتقد أنَّ حكمه وطريقته وعقيدته الفاسدة هي المثلى، وأنَّه كان يخشى أن يذهب موسى (بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) (طه: 63)، كان يعتقد أنَّ دينه هو الصحيح، وهو يخاف من موسى أن ينجح بتبديل دين المجتمع، (أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ) (غافر: 26)، كما يعتقد أنَّه مصلح، ويخشى أن يظهر موسى (فِي الأَْرْضِ الْفَسادَ) (غافر: 26)! لكن من يصدّق اليوم أنَّ فرعون مصلح، وأنَّ طريقته هي المثلى، وأنَّ موسى مفسد، حاشاه!؟ من يصدّق اليوم أكاذيب العرب بأنَّ القرآن أساطير الأوّلين!؟ بوقت يطول أو يقصر ستسقط الأكاذيب كلّها، وتزول الأصباغ الزائفة كلّها، وتظهر الحقائق الشرعية المجرَّدة، والخاسرون هم الذين يكذّبون على أنفسهم، ويسجنون أنفسهم وعقولهم في كهوف التاريخ ومغرة.

لقد أدمنت العامّة على ثقافة التاريخ، وبتعبير القرآن الكريم: (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) (البقرة: 93)، واختلطت بدمهم ولحمهم، وهم يعتقدون بأنَّهم على الحقّ لأنَّهم الأكثرية، وأنَّ موالي أهل بيت النبوّة على الباطل لأنَّهم الأقلّية، ونادراً ما ينفع

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست