responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 36

صلى الله عليه وآله وسلم ولا أبكي؟ قالت: فدعه، قال: أخاف أن يأخذه غيري[52]!

فيا ترى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبكي ويسمع نشيجه - وهو صاحب الشريعة - فلماذا لا نقتدي به ونتأسّى بفعله الشريف؟!

وإذا كان البكاء مصحوباً بصوت عالٍ محرَّم، فلماذا انتحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عمّه حمزة حتَّى بلغ به بكاؤه حدّ الشهيق[53]؟!

أضف إلى كلّ ذلك ما ورد من أنَّ المسلمين ضجّوا بالبكاء كضجيج الحجيج على فقد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[54]، وأنَّ أجواء المدينة ارتجَّت من الصياح على الإمام الحسن المجتبى عليه السلام يوم وفاته[55].

وذكر أنَّ عائشة بكت على أبيها بعد رحيله وناحت عليه[56].

والحاصل أنَّ البكاء والنياحة إذا لم يكونا مشمولين على ما لا يرضي الله تعالى فلا إشكال في جوازهما.

فلسفة البكاء على الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته

إنَّ البكاء على مصيبة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته ليس أمراً يتلبس به، بل هو أمر يعيشه كلّ موالٍ للعترة في أعماق قلبه وأعماق كيانه، كما أنَّ البكاء عليه هو مواصلة لخطّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنهجه إزاء أهل بيته عليهم السلام، وقد قال تعالى:


[52] سير أعلام النبلاء 3: 303.

[53] أنظر: مستدرك الحاكم 2: 119؛ المعجم الكبير للطبراني 3: 142/ ح 2932.

[54] أنظر: تاريخ مدينة دمشق 17: 54.

[55] أنظر: تاريخ مدينة دمشق 13: 291.

[56] أنظر: طبقات ابن سعد 3: 196.

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست