responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 139

«إنَّ تلك المجالس أحبّها، فأحيوا أمرنا، يا فضيل، فرحم الله من أحيا أمرنا، يا فضيل، من ذكرنا - أو ذُكرنا عنده - فخرج من عينه مثل جناح الذباب، غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر»[128].

فهذه المآتم نشأت في أجواء أحياها أهل البيت عليهم السلام، وحقيقتها هو التعبير عن اللوعة والأسى المختزن في قلب المؤمن، وهي تقام من دون تكلّف لأنَّها تمثّل حالة طبيعية لكلّ مفجوع ومصاب، وحيث إنَّ أهل البيت عليهم السلام يمثّلون عقيدة في قلوب المؤمنين، يكون مصابهم خالداً في التاريخ ما دام هناك قلب ينبض بحبّهم، فإنَّه يتألَّم ويحزن لمظلوميتهم ومصائبهم.

ولذلك نجد لهذه المجالس حضوراً فعّالاً في كلّ زمان ومكان، وأثراً بالغاً في النفوس، فهي إضافة إلى عرض الجانب المأساوي تتميَّز بالبعد التربوي ورفع المستوى الفكري الذي يحدّد معالم شخصية الإنسان المسلم.

الفوائد المتوخّاة في إحياء المجالس الحسينية

إنَّ المجالس الحسينيّة التي يعقدها الشيعة تعدّ امتداداً لمنهجية مدرسة أهل البيت عليهم السلام الزاخرة بالفوائد الكثيرة على الصعيدين الدنيوي والأخروي، فإنَّها:

1 - امتثال لأمر الله تعالى، حيث أمر بمودَّة العترة الطاهرة عليهم السلام بقوله عز وجل:

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (الشورى: 23).

فمواساة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المصاب الجلل من أظهر مصاديق المودَّة.


[128] قرب الإسناد: 36/ ح 117؛ ثواب الأعمال: 187.

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست