responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 105

نفسي أمام موجة عارمة من التساؤلات التي جعلتني حتماً أقف على قاعدة اعتقادية صلبة. أنَّني لست من أولئك الذين يحبّون أن يخدعوا أو أن ينوّموا، لا، أبداً، لا أرتاح حتَّى أجدّد منطلقاتي، وأعالج مسلّماتي، فلتقف حركتي في المواقف، ما دامت حركتي في الفكر صائبة).

ومن هنا شدَّ السيّد إدريس عزمه لمواصلة طريق البحث مهما كانت النتائج، كما أنَّه أدرك بأنَّ هذا الطريق وعر، تتجلّى فيه أقوى معاني التضحية، وفيه يكون الاستقرار والهناء بدعاً. لأنَّ أئمّة هذا الطريق ما ارتاح لهم بال ولا قرَّ لهم جنان، حتَّى يُتّموا، وذُبحوا، وحُوربوا عبر الأجيال!

فأدرك السيّد إدريس مدى قيمة الحقيقة في حسبان الباحثين عنها، وأدرك مدى الجهد الذي ينبغي بذله لخلع جبّة التقليد عن نفسه، واختراق الجدار السميك من الضلالات والأعراف والتقاليد.

فعدَّ لنفسه العدّة المطلوبة لهذه الرحلة الفكرية، فكانت نتيجة هذا الجهد الذي بذله في البحث هو انجلاء تلك الصورة التي ورثها عن الشيعة، وحلَّ محلّها المفهوم الموضوعي الذي يتأسَّس على العمق العلمي المتوفّر في الكتابات التأريخية. كما تبيَّن له أنَّ مذهب أهل البيت عليهم السلام هو أوّل مذهب في الإسلام، وهذا لا يعني أنَّ الشيعة انفردوا عن غيرهم بطريقة ابتدعوها، ولكنَّهم احتفظوا بموقعهم الأصيل الذي عُرفوا به، هذا في الوقت الذي شردت فيه جميع الملل والنحل، وتفرَّقت تبتغي الحقّ عند غير أهله.

اتّخاذ الموقف النهائي

يقول السيّد إدريس: (في اللحظات التي ظهرت لي الأحداث على حقيقتها،

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست