على تقديم ما حقه التأخير, فالبنات
أفضل من الأزواج, ومع ذلك قدمهن في الكلام «فإن الأزواج أسبق بالزمان، إلا أن
البنات أفضل منهن، لكونهن بضعة منه صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم»[988],
لما روي عند كل المسلمين من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن فاطمة بضعة مني"[989].
فهذا التقديم من باب السبق بالزمان
والإيجاد لا تقديم أفضلية. في حين يشار إلى أن تقديم الأزواج في قوله تعالى:
هو من باب الغلبة والكثرة, حيث أن
وقوع العداوة من الأزواج أغلب وأكثر من وقوعه من الأولاد, فقدم «الأزواج لأن
المقصود الإخبار أن فيهم أعداء، ووقوع ذلك في الأزواج أقعد منه في الأولاد، فكان
أقعد في المعنى المراد فقدم»[991].
وهكذا في الموارد الأُخَر من التقديم
والتأخير التي احتملت معاني كثيرة يستجليها المفسر من خلال توظيف ما يتتبعه من
أسباب التقديم والتأخير من خلال التأمل في الأمارات المحيطة بالكلام, ومراعاة
الاعتبار المناسب بحدود ما يستفاد من علمي المعاني والبيان.