اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي الجزء : 1 صفحة : 295
على السامعين أو للنيل من خصمه من
دون أن يجعل له سبيلاً عليه أو لتنزيه اللسان أو الأذن عما لا يسوغ ونحو ذلك من
الأغراض واللطائف البلاغية المعروفة في اللسان العربي[974].
فلا يمكن للمفسر استكناه الخطاب والوقوف
على المراد منه في النص القرآني المقدس من دون بذل الوسع في مطالب الكناية والتمرس
بها ليحصل له الذوق العربي السليم في تفسيره القرآن الكريم الذي نزل بلغة العرب
الفصحاء.
الخبر والإنشاء
فالخبر
ما تكون له نسبة بحيث يقصد أن لها نسبة خارجية مطابقة أو غير مطابقة، لأن النسبة
المفهومة من الكلام الحاصلة في الذهن لابد أن تكون بين الشيئين، ومع قطع النظر عن
الذهن لابد أن يكون بين هذين الشيئين في الواقع نسبة ثبوتية، بأن يكون هذا ذاك، أو
سلبية بأن لا يكون هذا ذاك.. ويجوز أن يكون الأمر بمعنى الخبر مجازاً...
[975].
والإنشاء هو أن يكون الكلام له نسبة
تحصل من اللفظ ويكون اللفظ موجداً لها من غير قصد إلى كونه دالاً على نسبة حاصلة
في الواقع بين الشيئين, وقد يطلق على نفس الكلام الذي ليس لنسبته خارج, يطابقه ذلك
الخارج أو لا يطابقه, وقد يقال على ما هو فعل المتكلم أعني إلقاء مثل هذا الكلام[976].
فالإنشاء إن كان طلبياً استدعى
مطلوباً غير حاصل وقت الطلب لامتناع طلب الحاصل, فلو استعمل صيغ الطلب لمطلوب حاصل
امتنع إجراؤها على معانيها