فيفاد معنى الجماع من لفظ لامستم
فيها, من ظهوره في قوله جلّ وعلا, حكاية عن الصديقة مريم عليهم السلام: (لَمْ
يَمْسَسْنِي بَشَرٌ)[969],
كما عليه مفسرو الإمامية وفقهاؤهم[970],
وبه ورد التفسير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام حيث سئل عن معنى الملامسة فقال:
"ما يعني إلاَّ المواقعة دون الفرج"[971].
ويتم ذلك على قراءة الكسائيُّ:
"لمستم"، كقوله تعالى: لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ. وقراءة الباقين: لامستم
بالألف,لأنَّ فاعَلَ قد جاء بمعنى فَعَلَ، كعاقب بمعنى عقب. واللَّمس والملامسة
كنايتان عن الجماع[972]،
«وإنَّما كنَّى به عنه لأنَّه به يتوصَّل إليه»[973].
فالكناية من ألطف أساليب البلاغة
وأدقها، وذلك لأن الانتقال فيها يكون من الملزوم إلى اللازم والانتقال من الملزوم
إلى اللازم كالدعوة المعتضدة بالبينة ومن دواعيها أن الإنسان قد يتحاشى الإفصاح
بمطلوبه إما احتراماً للمخاطب أو للإبهام