responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 258

عند الإنسان العربي المسلم, الذي شُرّف بحمل الرسالة وتبليغها. وبلغت العرب الذروة في فنون الأدب، حتى عقدت النوادي وأقامت الأسواق للمباراة في الشعر والخطابة, فكان المرء يقدر على ما يحسنه من الكلام, واهتمت بشأن الأدب رجال العرب ونساؤهم وكان النابغة الذبياني هو الحكم[831].

فالعرب أمة بيان، وأئمة لسان، تحرك مشاعرهم الكلمة, وتهزهم الخطبة, وتطربهم القصيدة، حتى عمدوا إلى نفائسَ من رائق أدبهم الشعري، فعلقوه على أستار أقدس بيتٍ ألا وهو بيت الله الحرام. وحفلت أسواقهم الأدبية في عكاظ ومجنة وذي المجاز بتلك الخطب البليغة الرنانة وفرائد القصائد التي انطبعت على شغاف قلوبهم لأنها تمثل قريحتهم وتواكب ذائقتهم, فحَفظت بذلك لغتهم. وكان القرآن من جنس ما يحسنون ومن سنخ ما يعرفون نزل بلغتهم بل على أفصح ألسنتهم. فأهل اللسان بعد هذا عادةً هم أدرى به وأروى للغته[832].

ولهذا كان من دأب مفسري النصوص القرآنية الكريمة الرجوع إلى دواوين العرب لاسيما مشاهير الأدباء في التعويل على دلالة معاني بعض الألفاظ القرآنية بشواهد أدبية شعرية تارة ونثرية أخرى.

وبذلك يكون المفسرون قد وظفوا الشواهد الأدبية وجعلوها من جملة الأسس التي يتكئون عليها في تفسيرهم للنصوص القرآنية الكريمة.

وحتى تكون هذه الشواهد من الأسس التي توظف لتفسير النص, يجب فيها أن تتصف بصفات معينة, تكوّن قواعدَ مبتناة على تلك الأسس يُعمل بها, سواء أكانت هذه القواعد متعلقة بالشاهد الأدبي المتكأ عليه في تفسر النص, أم متصلةً بالمفسر الذي


[831]- ينظر: أبو القاسم الخوئي-البيان في تفسير القرآن: 38.

[832]- ينظر: محمد حسين علي الصغير- أصول البيان العربي: 11.

اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست