responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 192

والمتكلم من دون الكلمة المفردة, وكون الفصاحة فناً يوصف به الكلام والمتكلم والكلمة[556].

ولما كان القرآن الكريم هو أشرف الكلام، وأبلغ الكلام, فقد بلغ من الفصاحة ذُروتها، ومن البلاغة إعجازها, قد فَهَه َمن بديع بيانه من دانت له البلغاء ببديع الصنعة, ومجال الأسلوب, فعاد تعبيره المشرق لا تدانيه حكمةٌ في المغزى والمنتجع، لم ترقَ إلى عالي مراتبه بدائع صنائع العرب واختراعاتهم، أو نوادرهم وأشعارهم، فذلك كلام ربّ العزّة وقرآنه، وبيانه ووحيه وفرقانه، أشتمل على أمور المعاش والمعاد، وأوضح للناس حسن العاقبة, ليصلح ما مُزِّق من المجتمع الفاسد, وليستنقذ الإنسان من ظلمات الجهل ونير العبودية.

ومنذ الزمن الأول بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم انبرى جمعٌ من أبناء الأمة متعلقين بشعاع الإسلام, مستضيئين بنور الشريعة, لتفسير كلام رب العالمين, مستجلين لما فيه بما فيه, من استعارة أو تشبيه, وما ضمَّ من هذا القبيل, من كناية أو تمثيل، أو حقيقة أو مجاز.

وانتهج بعضهم منهجاً «تدور مباحثه حول بلاغة القرآن في صوره البيانية من تشبيه واستعارة وكناية وتمثيل وما يتفرع من ذلك من استعمال حقيقي أو استخدام مجازي أو استدراك لفظي أو استجلاء للصورة أو تقويم للبنية, أو تحقيق في العلاقات اللفظية والمعنوية، أو كشف للدلالات الحالية والمقالية. والبحث في هذا الجانب يعد بحثاً أصيلاً في جوهر الإعجاز القرآني ومؤشراً دقيقاً في استكناه البلاغة القرآنية»[557].


[556] - ينظر: محمد حسين علي الصغير: أصول البيان العربي:33.

[557] -ينظر: محمد حسين علي الصغير: المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم:110.

اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست