responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 19

وقوله تعالى:

(أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ)[9].

وفي هاتين الآيتين شاهد على صدق الأساس على الأمر الحسي والأمر المعنوي, فالبناء على التقوى معنوي, والمشبه به وهو البناء على جرف هارٍ أمر حسي. وفي كلا الحالين يعتمد عليه البناء إذ «على قدر الأساس يكون البناء»[10], وهو متقدم عليه زمناً ورتبة, لذا «يقال الأساس أولاً ثم البناء»[11].

ومن دلالات هذه المادة واستعمالاتها يمكن أن ينشأ الاصطلاح:

ب - الأسس اصطلاحاً:

قلّما يطلق على ضوابط التفسير مصطلح الأسس بقدر ما أطلق عليها: "أصول التفسير" أو "قواعد التفسير", مع أنه بوصفه علماً مستقلاً ما زال في طور جمع الشتات لتضمه المدونات, كما أن كلمة "أسس" وإن أطلقت في غير هذا المورد إلا أنها لم تحظَ بتعريف اصطلاحي بعد الإضافة والتركيب, فلا يكاد يجد الباحث تعريفاً اصطلاحياً للأسس, ولعل مرجع ذلك يعود للاكتفاء بالمعنى الدلالي اللغوي, الذي يطابق المعنى الاصطلاحي أحياناً, إلا أن البحث يرى ذلك غير كافٍ, لأن المعنى اللغوي عام, وأن الاكتفاء بالمعنى العام أنتج التداخل في الدلالة بين الأسس وبين مصطلحي القواعد والأصول اللذَينِ استهلكا في علوم الشريعة من شدة الابتذال, فوقع الخلط في الدلالة لدى الاستعمال.


[9] - سورة التوبة: 109.

[10] - أبو هلال العسكري- الحث على طلب العلم:1/49.

[11] - الراغب- المفردات في غريب القرآن:1/32 وعبد الرؤوف المناوي- التوقيف على مهمات التعاريف:1/103.

اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست