الكوفَةِ وهُوَ راكِبٌ عَلى حِمارٍ، فَمَرَّ بِقَطيعِ غَنَمٍ، فَتَرَكَت شاةٌ الغَنَمَ وعَدَت إلَيهِ وهِيَ تَرغو، فَاحتَبَسَ عليه السلام وأمَرَني أن أدعُوَ الرّاعِيَ إلَيهِ، فَفَعَلتُ.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام: أيُّهَا الرّاعي، إنَّ هذِهِ الشّاةَ تَشكوكَ وتَزعُمُ أنَّ لَها رَجَلَينِ[974] وأنَّكَ تَحيفُ عَلَيها بِالحَلبِ، فَإِذا رَجَعَت إلى صاحِبِها بِالعَشِيِّ لَم يَجِد مَعَها لَبَناً، فَإِن كَفَفتَ مِن ظُلمِها، وإلّا دَعَوتُ اللَّهَ تَعالى أن يَبتُرَ عُمُرَكَ.
فَقالَ الرّاعي: إنّي أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللَّهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللَّهِ، وأنَّكَ وَصِيُّهُ، أسأَلُكَ لَمّا أخبَرتَني مِن أينَ عَلِمتَ هذَا الشَّأنَ؟
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام: نَحنُ خُزّانُ اللَّهِ عَلى عِلمِهِ وغَيبِهِ وحِكمَتِهِ، وأوصِياءُ أنبِيائِهِ، وعِبادٌ مُكرَمونَ.[975]
518. دلائل الإمامة عن عبد اللَّه بن سعيد: قالَ لي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ التَّنوخِيُّ: رَأَيتُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ [الجواد] عليه السلام وهُوَ يُكَلِّمُ ثَوراً فَحَرَّكَ الثَّورُ رأسَهُ، فَقُلتُ: لا، ولكِن تَأمُرُ الثَّورَ أن يُكَلِّمَكَ.
فَقالَ: وعُلِّمنا مَنطِقَ الطَّيرِ، واوتينا مِن كُلِّ شَيءٍ. ثُمَّ قالَ لِلثَّورِ: قُل: «لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ»، فَقالَ. ثُمَّ مَسَحَ بِكَفِّهِ عَلى رَأسِهِ.[976]
[974]. الرَّجَلُ: أن يُترك الفصيلُ والمُهر والبَهمَة مع امّه يرضعها متى شاء.[ يقال:] بَهمَةٌ رَجَلٌ ورَجِلٌ( لسانالعرب: ج 11 ص 272« رجل»).
[975]. الثاقب في المناقب: ص 522 ح 455.
[976]. دلائل الإمامة: ص 400 ح 356، وراجع: الاختصاص: ص 293 وبصائر الدرجات: ص 341 باب أنّهم يعرفون منطق الطير.