أن رَفَعَنَا اللَّهُ ووَضَعَهُم، وأعطانا وحَرَمَهُم، وأدخَلَنا وأَخرَجَهُم؟! بِنا يُستَعطَى الهُدى، ويُستَجلَى العَمى.[912]
467. عنه عليه السلام: فُرِضَ عَلَى الامَّةِ طاعَةُ وُلاةِ أمرِهِ القُوّامِ بِدينِهِ، كَما فُرِضَ عَلَيهِم طاعَةُ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»[913]. ثُمَّ بَيَّنَ مَحَلَّ وُلاةِ أمرِهِ مِن أهلِ العِلمِ بِتَأويلِ كِتابِهِ، فَقالَ عز و جل: «وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ»[914]. وعَجَزَ كُلُّ أحَدٍ مِنَ النّاسِ عَن مَعرِفَةِ تَأويلِ كِتابِهِ غَيرَهُم، لِأَنَّهُم هُمُ الرّاسِخونَ فِي العِلمِ، المَأمونونَ عَلى تَأويلِ التَّنزيلِ، قالَ اللَّهُ تَعالى: «وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ»[915].[916]
468. تفسير العياشي عن بريد بن معاوية: قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام: قَولُ اللَّهِ: «وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» قالَ: يَعني تَأويلَ القُرآنِ كُلَّهُ إلَّااللَّهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ، فَرَسولُ اللَّهِ أفضَلُ الرّاسِخينَ، قَد عَلَّمَهُ اللَّهُ جَميعَ ما أنزَلَ عَلَيهِ مِنَ التَّنزيلِ وَالتَّأويلِ، وما كانَ اللَّهُ مُنزِلًا عَلَيهِ شَيئاً لَم يُعَلِّمهُ تَأويلَهُ، وأوصِياؤُهُ مِن بَعدِهِ يَعلَمونَهُ كُلَّهُ، فَقالَ الَّذينَ لا يَعلَمونَ: ما نَقولُ إذا لَم نَعلَم تَأويلَهُ؟ فَأَجابَهُمُ اللَّهُ: «يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا». وَالقُرآنُ لَهُ خاصٌّ وعامٌّ، وناسِخٌ ومَنسوخٌ، ومُحكَمٌ ومُتَشابِهٌ،
[912]. نهج البلاغة: الخطبة 144، غرر الحكم: ج 2 ص 365 ح 2826، عيون الحكم والمواعظ: ص 130 ح 2948، المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 285 كلّها بزيادة« وحسداً لنا» بعد« وبغياً علينا»، بحار الأنوار: ج 23 ص 205 ح 53.
[913]. النساء: 59.
[914]. النساء: 83.
[915]. آل عمران: 7.
[916]. بحار الأنوار: ج 69 ص 79 ح 29 و ج 93 ص 55 كلاهما نقلًا عن تفسير النعماني.