أيُّهَا النّاسُ إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثِّقلَينِ: الثِّقلُ الأَكبَرُ كِتابُ اللَّهِ عز و جل، طَرَفٌ بِيَدِ اللَّهِ عز و جل، وطَرَفٌ بِأَيديكُم، فَتَمَسَّكوا بِهِ. وَالثِّقلُ الأَصغَرُ عِترَتي أهلُ بَيتي، فَإِنَّهُ قَد نَبّأَنِيَ اللَّطيفُ الخَبيرُ أنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ كَإِصبَعَيَّ هاتَينِ- وجَمَعَ بَينَ سَبّابَتَيهِ- ولا أقولُ كَهاتَينِ- وجَمَعَ بَينَ سَبّابَتِهِ[516] وَالوُسطى- فَتَفضُلَ هذِهِ عَلى هذِهِ.[517]
4. المَسجِدُ الحَرامُ
250. تاريخ اليعقوبي عن سعد بن أبي وقّاص- في بَيانِ حَجَّةِ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله وهي حَجَّةُ الوَداعِ-: أهَلَّ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله مُتَمَتِّعاً بِالعُمرَةِ إلَى الحَجِّ ... ووَقَفَ عِندَ زَمزَمَ، وأمرَ رَبيعَةَ بنَ امَيَّةَ بنِ خَلَفٍ فَوَقَفَ تَحتَ صَدرِ راحِلَتِهِ- وكانَ صَبِيّاً- فَقالَ: يا رَبيعَةُ، قُل: يا أيُّهَا النّاسُ، إنَّ رَسولَ اللَّهِ يَقولُ: لَعَلَّكُم لا تَلقَونَني عَلى مِثلِ حالي هذِهِ وعَلَيكُم هذا، هَل تَدرونَ أيُّ بَلَدِ هذا؟ وهَل تَدرونَ أيُّ شَهرٍ هذا؟ وهَل تَدرونَ أيُّ يَومٍ هذا؟ فَقالَ النّاسُ: نَعَم! هذَا البَلَدُ الحَرامُ وَالشَّهرُ الحَرامُ واليَومُ الحَرامُ.
قالَ: فإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيكُم دِماءَكُم وأموالَكُم كَحُرمَةِ بَلَدِكُم هذا، وكَحُرمَةِ شَهرِكُم هذا، وكَحُرمَةِ يَومِكُم هذا، ألا هَل بَلَّغتُ؟ قالوا: نَعَم، قالَ: اللَّهُمَّ اشهَد ....
ثُمَّ قالَ: لا تَرجِعوا بَعدي كُفّاراً مُضِلّينَ يَملِكُ بَعضُكُم رِقابَ بَعضٍ، إنّي قَد خَلَّفتُ فيكُم ما إن تَمَسَّكتُم بِهِ لَن تَضِلّوا: كِتابَ اللَّهِ، وعِترَتي أهلَ بَيتي، ألا هَل بَلَّغتُ؟ قالوا: نَعَم! قالَ: اللَّهُمَّ اشهَد.
ثُمَّ قالَ: إنَّكُم مَسؤولونَ، فَليُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنكُمُ الغائِبَ.[518]
[516]. في المصدر:« سَبّابَتَيهِ»، والتصويب من بحار الأنوار.
[517]. الإقبال: ج 2 ص 242، بحار الأنوار: ج 37 ص 128 ذيل ح 24 نقلًا عن كتاب النشر والطيّ.
[518]. تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 109- 112.