responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية المؤلف : الحلو، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 122

والحاصل: إنّ هذا شيء وعد الله رسوله وأهل بيته لصبرهم على المكاره, والله لا يخلف وعده. [102]

فالرواية ناظرة إلى الحتمية المشروطة بعدم تحقق البداء فيها, فإذا اعتراها البداء لم تتحقق, على نحو الجزئية أو على نحو الإطلاق.

إلاّ أنه من أجل الجمع بين رواية عبد الله بن سقان عن الصادق عليه السلام في ذكر الحتميات, وبين رواية داود بن أبي القاسم عن أبي جعفر الجواد عليه السلام نقول: إنّ الحتميات تتحقق بما هي حتميات موعود بها من قِبلهم عليه السلام, والبداء إنما يعرض عليها فهو لا يعرض عليها بشكل جزئي أي يعرض على بعض خصوصياتها وتفاصيلها, ففي أصل الوقوع لا يحدث البداء ولا يعتريها هذا التخلف, وقد ذهب إلى ذلك المجلسي بقوله:

ثم أنه يحتمل أن يكون المراد بالبداء في المحتوم, البداء في خصوصياته لا في أصل وقوعه, كخروج السفياني وذهاب بني العباس ونحو ذلك. [103]

وبعبارة أخرى إنّ بعض التفاصيل تتخلف كما في خروج السفياني مثلاً فبدلاً من مروره على بغداد ويحدث فيها مقتلة عظيمة, فربما يبدو في هذا الأمر لله شيء آخر يدفع الله تعالى به القتل عن أهل بغداد بتضرعهم لله تعالى وتوسلهم به ليكشف عنهم ما يداهمهم من خطر السفياني, فيغير اتجاهه ليصل إلى الكوفة دون أن يمر على بغداد وهكذا, البداء في تفصيلات الأمر وجزئياته لا في أصل خروج السفياني وتحركه.

على أن بحثنا مبني على الاختصار ولم يكن ما بوسعنا التطويل وسرد علامات الظهور إلاّ بمقدار التنبيه والتنويه. ومن أراد المزيد فليراجع ما اثبتناه في كتابنا «علامات الظهور جدلية صراع أم تحديات مستقبل؟» والمصادر الأخرى المهتمة في هذا الشأن.


[102] بحار الانوار52: 250.

[103] نفس المصدر.

اسم الکتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية المؤلف : الحلو، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست