responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية المؤلف : الحلو، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 120

نظن أنّ شخصاً قد مرض بمرض يودي بحياته، وقطعنا أنّ أجل المريض موقوف على بقاء هذا المرض جزمنا بحتمية وفاة هذا المريض, لكن في علم الله تعالى أنّ هذا المريض سيشفى من مرضه فيما إذا عالجه الطبيب بدواء ما, فإنّ المرض سيرتفع بهذا العلاج وبجهد الطبيب الذي بذله لانقاذ مريضه, هذا على المستوى المادي الملموس, واوردنا هذا المثال ليكون تمهيدا لمثال اقرب في واقعيته من سابقه لكن على المستوى الغيبي الذي لا يمكن إحرازه إلاّ من قبل الله تعالى, وهو إنّ هذا المريض لا يشفى في علم الله تعالى إلاّ بالصدقة, فلو تصدق المريض دفع الله عنه مرضه وارتفعت أسباب وفاته المحتومة, فعلة حياته موقوفة عى التصدق لا على غير ذلك, فبدا لله في هذا المريض الحياة بعد شفائه لتصدقه, فالصدقة مقتض لشفاء المريض وبقائه على قيد الحياة لكن هذا المقتضي غائب عنا فقطعنا بوفاته, لكن عند شفائه قلنا إن الله تعالى قد بدا له في هذا المريض, فهو لم يبدُ لله في أمره بل بدا لنا لغياب مقتضي حياته بعد شفائه وهي الصدقة, فالبداء ظهور الأمر بعد خفائه للمخلوقين وليس لله تعالى, فهو تعالى عالم من أول الأمر بشفاء المريض فيما إذا تحقق شرط الشفاء الموقوف عليه شفائه ولم يغب عنه تعالى بل غاب عنا وبدا لنا بعد خفائه, فالبداء في الأمر بعد ظهور مقتضاه وعلة تحققه فهو لم يغب عنه تعالى كما ورد عن صادق أهل البيت عليه السلام:

«إنّ الله لم يبدُ له من جهل»[99].

وقوله عليه السلام:

من زعم أن الله بدا له في شيء اليوم لم يعلمه أمس فابرؤا منه[100].


[99] الكافي:ج1: 148.

[100] الاعتقادات للمفيد :41.

اسم الکتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية المؤلف : الحلو، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست