responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الضيافة في الكتاب و السنة المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 16

بعد انتهاء الوليمة.

وبصورة عامّة يمكن القول: إنّ على الضيف أن يدرك ويحدّد ظروف المضيّف الخاصّة، ويتحاشى كلّ ما من شأنه أن يوقعه في الأذى، فكم من ظرف يقتضي أن يغادر الضيف بيت المضيّف بعد تناول الطعام، كما يوصي القرآن الكريم المسلمين بأن يغادروا بيت النبيّ صلى الله عليه و آله بعد تناولهم الطعام، وأن لا يستأنسوا بعده بتناول أطراف الحديث.[5] كما قد يكون الأمر على العكس من ذلك، فيقتضي الظرف أن يتأخّر الضيف. لكن ينبغي الالتفات إلى أنّ طول البقاء يورث الملل ويعرّض عزّة الضيف للخطر.

3. التحاشي عن حضور الضيافة المذمومة

الأصل الثالث الذي يلزم الضيف رعايته هو التحاشي عن قبول الضيافة المذمومة والمغايرة للأخلاق والقيم، نظير: ضيافة المنحرفين عقائديّاً أو أخلاقيّاً؛ لأنّ عشرتهم تعرّض الشخص للابتلاء بانحرافاتهم. وكذلك ضيافة أهل اللهو واللعب وأصحاب الطرب والموسيقى، أو الضيافة التي تقام للتنافس والتفاخر والرياء والسمعة؛ وذلك أنّ هذه الأخلاق الذميمة توجب العداوة، وهي خطر يهدّد الراحة والطمأنينة في الحياة.

ومن هذا النمط أيضاً الولائم التي تعدّ للأثرياء خاصّة؛ فإنّ حضورها يعدّ نموذجاً بارزاً للتمييز الطبقي، وهو في النقطة المقابلة للتعاليم الإسلامية، والتي ترى المعيار في تقييم الأفراد في التقوى والقيم الأخلاقية والعملية، لا الثروة الماديّة والمنزلة الاجتماعية أو السياسية.

ولتتميم البحث لا بأس بالإشارة إلى نقطة اخرى، وهي أنّ حضور بعض‌


[5]. انظر: الأحزاب: 53.

اسم الکتاب : الضيافة في الكتاب و السنة المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست