اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 307
ولقد سعى
النبي الأكرم(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إلى ترسيخ هذه الفريضة في
أذهان المسلمين لكونها من ضروريات الدين، حتى (أن مستحل تركها كافر إن لم يدع شبهة
محتملة)[446].
ولذلك: لم تعذر الشريعة الإسلامية
بأي حال من الأحوال ترك الفريضة، (فهي واجبة حتى على الكافر وإن لم تصح منه)[447]).
والموقف الذي قدمه سيد الشهداء (علیهالسلام) يوم العاشر هو رسالة عملية لجميع متبعي الأديان تنص على أن الأنبياء
وأوصياءهم (علیهمالسلام) جاهدوا
لأجل هذه الصلاة؛ وأن آخر عهدهم من الحياة الدنيا هو الصلاة.
ولذلك: لم تمنعه كثرة العدو وشدة ما نزل به من الرزايا ممثلا بقتل
أكثر أصحابه ومحاصرته من كل جانب ورميه بالسهام من كل جهة من أقامة الصلاة بمن بقي
من أصحابه. فما جهاده وقتاله وبذله لنفسه وأهله وأصحابه إلا لأجل إقامة الصلاة
التي إن ذهبت ذهب عماد الدين، وهو المعنى الذي دل عليه قول الإمام الصادق (علیهالسلام) في خطابه لجده الحسين (علیهالسلام):
«أشهد أنك أقمت الصلاة».
بمعنى: أن استشهادك أقام الصلاة وحفظها من الضياع. كما يدل هذا العمل
الحسيني على دور القائد والداعية إلى الله تعالى وجميع من تصدى لحمل رسالة الدعوة
إلى الإسلام في أن يكون فعله مطابقاً لقوله، بل يكون فعله في الحفاظ على فرائض
الدين هو المصداق الأول على
دعوته وأن يسعى في
إكرام الذين يسعون لحفظ فرائض الرسالة.
ومن هنا: استحق أبو ثمامة الصائدي دعاء الإمام الحسين له بأن يجعله الله من المصلين الذاكرين.