اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 303
قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره، فقال:
«ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا أهل البيت إذا ذكرنا،
وترك أشياء اجترى عليها غيره، وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه لنا، ولكن ذلك لشدة اجتهاده
في عبادته وتدينه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر الناس، فأما قلبه فمنافق ودينه النصب
باتباع أهل النصب وولاية الماضين وتقدمه لهما على كل أحد»[441].
فهذه الأحاديث الشريفة تكشف عن تفاوت درجات المواساة لأهل البيت(علیهمالسلام) عند الله (عزوجل) ولأجل
هذا التفاوت اختلفت رتب استحقاق الأجر.
ولأجله: نجد أن الإمام الحسين (علیهالسلام) بيّن في دعائه للغفاريين
أن الذي يواسي أهل البيت (علیهمالسلام) بالعواطف القلبية
كالحزن والبكاء لأجلهم ويقرن ذلك بالمواساة بالنفس يكون أجره عند الله تعالى:
«أحسن جزاء المتقين».
وهذا الأمر واضح جلي في دعائه (علیهالسلام) حيث قال:
«جزاكما الله يا ابني أخي بوجدكما من ذلك ومواساتكما إياي
بانفسكما أحسن جزاء المتقين».
أما جزاء المتقين فالقرآن الكريم
مليئ بالآيات المباركة التي تتحدث عن جزاء المتقين في الآخرة لا حاجة لذكرها سوى أن من حزن
شديداً لدرجة البكاء وواسى رسول الله(صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
وأهل بيته بنفسه سينال أحسن ما أعد الله سبحانه للمتقين من النعيم في الآخرة.
[441]
كامل الزيارات، لجعفر بن محمد بن قولوية: ص203 إلى 204، برقم(291)7. بحار الأنوار
للعلامة المجلسي S: ج44، ص289، ح31.
اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 303