responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 294

ومن هنا: عرف الناس حسبه وشرفه الرفيع في الدنيا قبل الآخرة وأيقنوا من خلال مشاهدتهم وتعرفهم عليه بعد عشرة أيام من استشهاده أنه من أهل العزّة والرفعة والجلالة وأنّ هذه الطبقية التي تطبّع عليها الناس فيجلون هذا ويأنفون من ذاك وفق معطيات المال واللون والنسب ومفاهيمها وأحساب الآباء هي في الآخرة وبالٌ على أهلها إن لم يحسنوا استخدامها في طاعة الله تعالى. وأنّ العزة والشرف والرفعة هي في طاعة الله تعالى التمسك بما أمر به رسول الله(صلی‌الله‌علیه‌و‌آله‌و‌سلم) وهو القرآن والعترة.

رابعا: قوله رضوان الله عليه:

«فتنفس علي بالجنة فيطيب ريحي ويشرف حسبي...».

يكشف عن حقيقة مهمة وهي: أنه أصبح الآن في الجنة التي يتغير فيها ما يبتلى به الإنسان في الحياة الدنيا من اللون الأسود أو الريح النتن أو التفاوت في المقامات الاجتماعية وغيرها.

فحينما تغير لونه، وطاب ريحه الذي أصبح كالمسك، ولم يتغير بدنه بعد عشرة أيام من استشهاده يدل على أنه في الجنة؛ ولذلك نجد أن ذكر الجنة في طلبه تقدم على تغير اللون وطيب الرائحة كي يتحقق ما يبتغيه من بياض اللون وطيب الرائحة وشرافة المقام.

وهذا يكشف عن مستوى إيمانه ورسوخ عقيدته فهو قد أيقن أن هذه الظواهر الدنيوية والنظرة الدونية والتفاوت في الطبقات الاجتماعية كلها تزول حينما يدخل الإنسان الجنة، ولكي يعرف الناس بأنه من أهل الجنة وإنه فاقهم في عزّه وشرفه وطاعته لله ورسوله وأهل بيته فقد تحققت أمنيته فدخل الجنة، ولذا تغير لونه وطاب ريحه وشرف حسبه، حتى لو بقي على الأرض إلى يوم يبعثون.

اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست