اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 239
البصرة يخرجون إليهم متقنعين فيبكون لما يسمعون منهم ويرون»[347].
ولم يجد الناس مخرجاً من هذا القرار
الذي فرضته السلطة الأموية غير قدوم عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث ــ مع جيشه من سجستان
ــ[348] وعزمه على تفيئة ذلك
القرار. «واستبصر قراء أهل البصرة في قتال الحجاج مع عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث»[349]. فكانت النتيجة في هذه
المعركة ان التجأ الحجاج إلى الخديعة فخدع الناس بالأمان ثم أمر بهم عمارة بن تيم
اللخمي فقتلهم جميعاً صبراً[350]، أي: عزّلاً لم يكن
بيدهم سلاح.
اما عددهم فيقول ضمرة بن ربيعة
الشيباني: «قتل الحجاج يوم الزاوية أحد عشر ألفاً ما استحيا منهم إلا واحداً كان ابنه
في كتّاب الحجاج»[351]. في حين عدد الذين
قتلهم الحجاج خلال توليته العراق «مائة وعشرين أو مائة وثلاثين ألفاً»[352][353].
وعليه: كانت هذه الأحداث هي مصداق
لتحقق الأثر الغيبي في دعاء الإمام الحسين عليه السلام على جيش عمر بن سعد حينما
قال: «وسلط عليهم سني كسني يوسف». فأصبح حالهم كما مرّ بيانه انفاً.