اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 193
رابعا
وعلى الرغم من هذا الإفصاح في عزمهم
على قتله (علیهالسلام) لم يكتف (علیهالسلام) بما تقدم من الخطاب، بل
استمر في إلقاء الحجة عليهم ومحاولة إرجاعهم إلى جادة الصواب كي لا يقعوا فيما لم
تفعله أمة من الأمم في أهل بيت نبيها.
إلا أن الفارق بين الخطبتين هو:
1ــ اختصار إيراد الحجج، فقد اكتفى (علیهالسلام) في هذه الخطبة بحمل
كتاب الله لنشره على رأسه ووقف بازاء القوم، وقال:
«يا قوم إن بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ».
ثم استشهدهم (علیهالسلام) عن نفسه المقدسة وما عليه
من سيف النبي(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ولامته، وعمامته. فأجابوه
بالتصديق، فسألهم عما أقدمهم على قتله؟!.
قالوا: طاعة للأمير عبيد الله بن
زياد.
2ــ تغيير الأسلوب الخطابي من
الاحتجاج والوعظ، إلى التقريع والتوبيخ؛ ثم بيان حقائق أخلاقهم، ونحلهم، وأصنافهم؛
وهو قوله (علیهالسلام):
«تبا لكم أيتها الجماعة وترحا وبؤسا لكم! حين استصرختمونا
ولهين، فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفا كان في أيدينا، وحمشتم علينا نارا أضرمناها
على عدوكم وعدونا، فأصبحتم إلبا على أوليائكم، ويدا على أعدائكم من غير عدل أفشوه فيكم،
ولا أمل أصبح لكم فيهم، ولا ذنب كان منا إليكم، فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا[288] والسيف مشيم، والجأش طامن،
والرأي لم
[288] وقد وردت فيه بلفظ: (تركتمونا) انظر: مثير
الأحزان، ابن نما: ص40. تاريخ دمشق لابن عساكر: ج14، ص218.
اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 193