اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 174
الركن التاسع: إظهار المعرفة بصفات الله تعالى
وهنا يكون بياناً لرتبة أهل العلم فمن يدعو الله وهو عارف وفاهم لتلك
الصفات الإلهية غير الذي يتلفظ بما لا يعي ويدرك.
ومن هنا: تظهر الحاجة إلى الالتجاء إلى أدعية النبي الأكرم وعترته (علیهمالسلام) لأنها تضع الألفاظ في
مواضع دلالاتها مع ما يناسبها من المصاديق فمن طلب العافية لا يتبعها بقوله وأنت
شديد العقاب، فهذه لها مصداق خاص ينحصر في الدعاء على الظالمين والكفار والمنافقين،
ولذا نراه قال في خاتمة دعائه:
«فأنت
ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة».
الركن العاشر: الانصراف من الدعاء يكون مصحوبا بإظهار حب الله
(عزوجل)
مثلما ابتدأ الإمام الحسين (علیهالسلام) دعاءه بحب الله تعالى
كذلك يختمه بحبه (عزوجل)، وهو كاشف عن الشوق في مواصلة الحضور بين يدي الله
تعالى، فمن أحب شيئاً حزن لمفارقته ورغب في وصاله، وأنس بقربه.
ولذا اختتم كلماته بإظهار مكان الحب الذي تغلغل في كل ذرات وجوده؛ بل
يظهر (علیهالسلام) أن الله تعالى هو غاية كل رغبة، ولذا كانت آخر
كلماته:
«ومنتهى
كل رغبة».
فيبدأ بالحب الإلهي ويختم به.
فهذا المنهج في التربية الروحية
والإيمانية الذي اختزنه دعاء الإمام الحسين عليه السلام في صبيحة يوم عاشوراء يعلمنا
كيف يكون توجهنا ودعاؤنا إلى الله تعالى، ويعلمنا كيف نتنقل بين أركان هذا اللون
من العبادة التي قدمها الإمام الحسين (علیهالسلام) في يوم عاشوراء.
اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 174