اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 170
كما أن كلماته تشعر قلب الإنسان بالحزن والأسى، بل وتعتصره تلك الكلمات
التي ترددت من قبل على لسان جده المصطفى . حينما ذهب إلى الطائف بعد فقدان الناصر، ورحيل المحامي، والمدافع،
والذاب عنه، وهو عمه أبو طالب رضوان الله تعالى عليه[255].
وكذا هو حال ولده وريحانته وسبطه
الإمام الحسين (علیهالسلام) فقد تلفظ بهذه الكلمات حينما رأى
الجيوش تجمعت من حوله في أول ساعات الصباح من يوم العاشر من المحرم.
ولذلك: زخر هذا الدعاء ــ ولهذا
الظرف الخاص ــ بجملة من المعارف الإلهية والأخلاقية والتربوية والتي منّ الله
علينا ببيان بعضها ونلتمس من أهل الفضل والعلم المزيد في بيانها.
أما أركان هذا الدعاء فقد بلغت عشرة
أركان، وهي كالآتي:
الركن الأول: التوجه إلى الله تعالى بجميع الجوارح
وهذا دليل الحب، فالإنسان حينما يلقى من يحب فإنه يتوجه إليه بكله بقلبه
ووجهه وحواسه وفكره، وكلما عظم الحب وارتفعت درجته في القلب كلما انصرف الإنسان
إلى هذا الحبيب حتى لا يرى ولا يسمع غير حبيبه.
وهنا: يظهر الإمام صلوات الله وسلامه عليه هذا النوع من التربية الروحية
فيتوجه إلى الله تعالى بكله ــ أي بجميع جوارحه فيبدأ بقوله:
«اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة».
فبين الثقة والرجاء مراتب يسلكها
المحب في التقرب إلى من يحب.