responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 168

بل يبين أهل البيت (علیهم‌السلام) من خلال المناجاة أن الشكوى إلى الله تعالى لا تعطي فقط الاطمئنان وتفريج الهموم وإنما تخلف حلاوة خاصة في القلب.

أي يصبح الإنسان من الشعور بالوحدة والغربة وأن لا ملجأ، ولا ناصر، ولا معين، له إلى الشعور بالأنس، والحصانة، والقوة والنصرة؛ فينتقل من تشتت الفكرة واضطراب القلب إلى حسن التدبير والسكينة.

بل: ينقلب الحال به تماما فيصبح مسروراً، ثم متلذذا بهذا البلاء؛ لأنه من فعل الحبيب وهو يحقق للقلب التواصل في الشكوى.

وهو ما أظهره الإمام الحسين (علیه‌السلام) فقال:

«رغبة مني عمن سواك»[253].

هذه الرغبة التي أصلها الحب ستظهر بتجلياتها عليه حينما يباشر البلاء فعله عليه. ولذلك كان وجهه يتلألأ كلما اشتد به البلاء، أي كان وجهه المقدس مرآة تعكس التجليات التي تصحب عروجه إلى حظيرة القدس الإلهية ونزول الفيوضات الربانية.

حتى إذا كان على رمضاء كربلاء وأوداجه تشخب دما ينتقل (علیه‌السلام) في هذه اللحظات إلى رتبة من المناجاة التي لم يبلغها ولي من الأولياء فمن كان منهم بتلك الحالة من الجراحات وتقديم الولد والأخوان والأصحاب؟.

ولذا: فقد حملت هذه المناجاة بيانا لمراتب التوحيد ودرجات اليقين ومنازل الحب ما لم تحملها مناجاة أخرى، وهي بذاك تكون كاشفة عن هذا السير الحسيني إلى الله تعالى.


[253] الكامل في التاريخ، ابن الأثير: ج4، ص61.

اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست