اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 146
المبحث الرابع: نظريته (علیهالسلام) في
منشأ الهموم وعوامل تفريجها
بعد أن قدّم المولى أبو عبد الله الإمام الحسين بن علي (علیهماالسلام) الخوف والرجاء في دعائه
كمنهج لمن أراد أن يتعلم كيف يعالج ما نزل به من البلاء وفي مواطن الشدة والكرب،
ينعطف (علیهالسلام) إلى منهج جديد في تجاوز الأزمات
التي تمر بها النفس الإنسانية، وهو منهج تفريج الهموم وكشف الكروب.
وبالطبع حينما يبدأ المولى أبو عبد الله (علیهالسلام) بالخوف والرجاء فهذا يعني
تحصيل الأسس النفسية والمراتب الإيمانية لغرض تحصيل مقومات السلوك الإنساني، إذ لا
يخفى على القارئ ما للهموم من أثر كبير على النفس والقلب والإيمان فينعكس جميع ذلك
على السلوك فيبدو الإنسان على غير الصفة المعهودة وقد تخرجه تلك الهموم والغموم عن
الانضباط فيتصرف بما لا يليق به وبأسرته.
ولذلك: ينبغي التوقف أولا عند معنى الهم والغم ثم ننظر كيف انتهج المولى
أبو عبد الله (علیهالسلام) هذا المنهج الجديد في معالجة
الهموم والغموم، وما هي نظريته في منشأ الهموم وعوامل تفريجها.
يقول عليه الصلاة والسلام:
«كم
من همٍ يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو،
أنزلته بك وشكوته إليك عمن سواك فكشفته وفرجته فأنت ولي كل نعمة ومنتهى كل رغبة»[217].