responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 145

كمال كمال المعرفة، ويؤدي الأنس وكمال المعرفة إلى المحبة، ويتبعها الرضا والتوكل وسائر المقامات، وهذا هو الترتيب في سلوك منازل الدين، فليس بعد أصل اليقين مقام سوى الخوف والرجاء، ولا بعدها مقام سوى الصبر، ولا بعده سوى المجاهدة والتجرد لله تعالى ظاهرا وباطنا ولا بعده سوى الهداية والمعرفة، ولا بعدهما سوى الأنس والمحبة.

ومن ضرورة المحبة الرضا بفعل المحبوب والثقة بعنايته، وهو التوكل، فاليقين هو سبب الخوف فيجب تحصيل السبب ليؤدي المسبب)[214].

إذن:

حينما نظر الإمام الحسين (علیه‌السلام) إلى جمعهم كأنه السيل[215]، ورفع يديه بالدعاء وقال:

«اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة»[216].

إنما هو نتيجة لمحبة الله تعالى التي غمرت قلبه المقدس فكان الرضا بفعل المحبوب، والثقة بعنايته، هي هذه المحبة، فتوكل عليه ورجاه في كل شدة.

ولكونه الموقن حق اليقين بربه فقد كان له في كل أمر نزل به ثقة وعدة.

ولذا نراه استظهر الرجاء وهو الأحب إلى الله تعالى لأنه ينطلق من الحب والتعلق به وحسن الظن والأنس بكل ما يقدر ويقسم.


[214] جامع السعادات: ج1، ص213.

[215] مقتل الإمام الحسين A، عبد الرزاق المقرم: ص236.

[216] الإرشاد للشيخ المفيد S: ج2، ص96.

اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست