responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 102

المبحث الثالث: آثار تهجد الإمام الحسين (علیه‌السلام) على الأعداء

لقد أثر تهجد الإمام الحسين وصحبه (علیهم‌السلام) على الأعداء تأثيراً بالغاً ومن عدة جوانب:

المسألة الأولى: الجانب الرسالي

فقد كشف هذا الوقوف بين يدي الله ومناجاته أن لهؤلاء القوم قضيّة ربانية مرتبطة بالرسالات السماوية، وأنهم ليسوا طلاب سلطة ولا دعاة ملك أو رئاسة وإنما هم امتداد لرسول الله(صلی‌الله‌علیه‌و‌آله‌و‌سلم) ورسالته. فهذه الفعال هي فعال الأنبياء والمرسلين(علیهم‌السلام) وعباد الله الصالحين.

المسألة الثانية: الجانب النفسي

في الجانب النفسي نجد أن للمناجاة تأثيراً معاكساً على الأعداء، بمعنى: كل ما يدخله الدعاء والمناجاة والعبادة من ارتياح وانبساط نفسي على المؤمن، يكون على عكسه حال الظالم. وخاصة حينما يرى أمام عينيه وقوف المظلوم ومناجاته لله رب العالمين.

والسبب في ذلك؛ إن الظالم يتملكه شعور نفسي خاص يتكون من مجموعة إدراكات ذهنية مختلفة وهي كالآتي: 1. كإدراكه بأنه متلبس بالظلم، 2. وأنه من صنف أهل الشر، 3 . وأن عاقبته سيئة، 4. وأن مصيره إلى النار والعذاب، 5. وأنه وضيع، 6. وأنه أداة تستهلك بيد غيره، 7. وأنه يدمر نفسه كي يتنعم بالدنيا غيره، 8. وأنه عار على أبنائه وعشيرته، 9. وأنه موضع لعنة الله على مر الأجيال.

وغيرها من الإدراكات التي تدور في الذهن فتستشعرها النفس بمرارة وحسرة فتكون هذه الأحاسيس أشد ألماً على النفس من آلام الجراح. ولذلك؛ نجد الكثير من الظالمين حينما يعيش هذه الحالة النفسية تأخذه العزة بالإثم كما دلّ عليه قوله تعالى:

(وَ إِذا تَوَلَّى سَعى‌ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ (205)

وَ إِذا قيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهاد

اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست