وجعلنا لبيته جيراناً، ولحرمه سكاناً، وألقى محبتنا في قلوب عباده، وشرفنا
على جميع الأمم، ووقانا شر الآفات والنقم، والحمد لله الذي أحل لنا النكاح، وحرم
علينا السفاح، وأمرنا بالاتصال وحرم علينا الحرام، اعلموا أن ولدنا عبد الله هذا الذي
تعرفونه قد خطب فتاتكم آمنة بصداق معجل ومؤجل كذا وكذا، فهل رضيتم بذلك من ولدنا؟
قال وهب: قد رضينا منكم، فقال عبد المطلب: اشهدوا يا من حضر، ثم تصافحوا وتهانوا
وتصافقوا وتعانقوا، وأولم عبد المطلب وليمة عظيمة، فيها جميع أهل مكة وأوديتها
وشعابها وسوادها، فأقام الناس في مكة أربعة أيام. قال أبو الحسن البكري: ولما تزوج
عبد الله بآمنة أقامت معه زماناً، والنور في وجهه لم يزل حتى نفذت مشية الله تعالى
وقدرته وأراد أن يخرج خيرة خلقه محمداً رسول الله [93].
وفاة زوجها عبد الله ورثاؤها عليه
اختلفوا في تحديد زمان وفاة عبد الله والد النبي’, منهم من قال توفي والنبي’
حمل كما اختاره ابن سعد في طبقاته, فقد روى عن ابن أبي صعصعة قال: خرج عبد الله بن
عبد المطلب إلى الشام إلى غزة في عير من عيرات قريش يحملون تجارات ففرغوا من تجاراتهم
ثم انصرفوا فمروا بالمدينة و عبد الله بن عبد المطلب يومئذ مريض فقال أنا أتخلف
عند أخوالي بني عدي بن النجار فأقام عندهم مريضاً شهراً ومضى أصحابه فقدموا مكة
فسألهم عبد المطلب عن عبد الله فقالوا خلفناه عند أخواله بني عدي بن النجار وهو
مريض فبعث إليه عبد المطلب