ومن كلامه علیه السلام وقد سأل شاه زنان بنت كسرى
حين أسرت: ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل؟ قالت: حفظنا عنه أنه كان يقول: إذا غلب
الله على أمر ذلت المطامع دونه، وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة.
فقال علیه السلام : ما أحسن ما قال أبوك تذل
الأمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير [565].
وأجاد الحر العاملي في أرجوزته حين وصفها قائلاً:
أو أمه ذات العلى والمجد
***
***
شاه زنان بنت يزد جرد
وهو ابن شهريار بن كسرى
***
***
ذو سؤدد ليس يخاف كسرى [566]
علي يغير اسمها
اهتم الأمام أمير المؤمنين علیه السلام في أم السجاد (س) كثير الاهتمام, وقد أمر في عتقها
مع جميع من معها من السبايا, ومن ثم وصى بها وقام بتغيير اسمها حيث قال علیه السلام لها: ما
اسمك؟ فقالت: جهان شاه، فقال لها بل شهر بانويه [567].
فقوله علیه السلام : بل شهر بانويه كأنه علیه السلام غير اسمها للسنة، أو لأنه من أسماء
الله تعالى, لما ورد في الخبر في النهي عن اللعب بالشطرنج إنه يقول مات شاهه وقتل شاهه
والله شاهه ما مات وما قتل [568].