فقد حاولوا أنّ يجعلوا الحق كذباً والكذب حقاً, حيث قالوا إنّ أمّ الإمام السجاد علیه السلام ليست أَمَة, بل جعلوها بدلاً من ذلك عدنانية قرشية تيمية, فقالوا إنّها الفاضلة أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي. وعمدة ما استندوا إليه هو ما ذكره صاحب عمدة الطالب (ابن عنبة) من أنّ الأمام السجاد علیه السلام وأخته فاطمة بنت الحسين أم فاطمة بنت الحسين هي أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله هما أشقاء من نفس الأم, وعليه تكون هي أيضاً أم الأمام السجاد علیه السلام , وغير ذلك كما تقدم من كلام ابن عنبة [553].

والصحيح

إنّ ابن عنبة في أول كلامه بشكل صريح أثبت رأي المشهور أنّها شاه زنان بنت يزدجرد, حيث قال بنص عبارته: وقد اختلف في أمه فالمشهور أنها شاه زنان بنت كسرى يزدجرد بن شهريار بن أبرويزد، وقيل إن اسمها شهربانو، قيل نهبت في فتح المدائن فنفلها عمر بن الخطاب من الحسين علیه السلام وقيل بعث حريث بن جابر الجعفي إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ببنتي يزدجرد بن شهريار فأخذهما وأعطى واحدة لابنه الحسين علیه السلام فأولدها علي بن الحسين علیه السلام وأعطى الأخرى لمحمد بن أبي بكر فأولدها القاسم الفقيه ابن محمد بن أبي بكر فهما ابنا خالة، وقال ابن جرير الطبري: اسمها غزالة وهي من بنات كسرى. وقال المبرد: هي سلامة من ولد يزدجرد [554], هذا أولاً. 

[553] انظر: كتاب كذبة فارسية يفضحها الحق العربي, عبد الحميد العلوجي.

[554] عمدة الطالب, ابن عنبة, ص 192.