وهذا هو الاسم الآخر الذي يحكي عن الخصوصيات التي تحظى بها فاطمة (س) وتشخصها
عن غيرها سواء في المجالات المادية أو المعنوية, كما بينته كثير من الروايات
الواردة في هذا الشأن, فقد سئل رسول الله’: لم قيل لها: البتول؟ فقال:
لانقطاعها عن نساء أهل زمانها ونساء الأمة عفافاً وفضلاً وديناً وحسباً. وقيل:
لانقطاعها عن الدنيا إلى الله عز وجل [489].
وقيل تبتيل خلقها انفراد كل شيء عنها بحسنه لا يتكل بعضه على بعض. قال ابن
الأعرابي: المبتلة من النساء: الحسنة الخلق، لا يقصر شيء عن شيء، لا تكون حسنة
العين سمجة الأنف، ولا حسنة الأنف سمجة العين، ولكن تكون تامة [490].
وعن ابن الأثير: وامرأة بتول: منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم، وبها سميت
مريم أم المسيح (س) . وسميت فاطمة (البتول) لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً وديناً وحسباً.
وقيل: لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى [491].
وورد عن النبي’ أنه قال: سميت فاطمة بتولاً
لأنها تبتلت وتقطعت عما هو معتاد العورات في كل شهر، ولأنها ترجع كل ليلة بكراً.
وسميت مريم بتولا لأنها ولدت عيسى بكراً[492].
[489]
راجع: شرح أصول الكافي, محمد صالح المازندراني, ج11 ص342, والبحار, المجلسي, ج14,
ص300.