فبكت. فقلت: أتبكين وأنت سيدة نساء العالمين وأنت زوجة النبي ’ مبشرة على لسانه بالجنة, فقالت: ما لهذا
بكيت ولكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة تقضي إليها بسرها وتستعين لها
على حوائجها وفاطمة حديثة عهد بصبى وأخاف أن لا يكون لها من يتولى أمرها حينئذ.
فقلت: يا سيدتي لك عليَّ عهد الله إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامك في
هذا الأمر. فلما كانت تلك الليلة وجاء النبي’ وأمر النساء فخرجن وبقيت فلما أراد
الخروج رأى سوادي فقال: من أنت؟ فقلت: أسماء بنت عميس. فقال: ألم آمرك أن تخرجي؟ فقلت:
بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي وما قصدت خلافك ولكني أعطيت خديجة عهداً وحدثته. فبكى
فقال: بالله لهذا وقفت؟ فقلت: نعم والله. فدعا لي[377].
النبي يجهزها
لما توفت خديجة أخذ رسول الله’ في تجهيزها وغسلها وحنطها, فلما أراد أن يكفنها هبط الأمين جبرئيل وقال يا
رسول الله إن الله يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك يا محمد إنّ كفن
خديجة من عندنا فإنها بذلت مالها في سبيلنا فجاء جبرئيل بكفن وقال يا رسول الله
هذا كفن خديجة وهو من أكفان الجنة أهدى الله إليها فكفنها رسول الله بردائه الشريف
أولاً وبما جاء به جبرئيل ثانياً فكان لها كفنان كفن من الله وكفن من رسول الله’.