وتصبره على ما يلقى من أذى قومه, وكان رسول الله’ يحبها ويقول: رزقت حبها،
ولم يتزوج عليها حتى ماتت قبل الهجرة بسبع سنين, وقيل بخمس, وقيل بأربع, وقيل
بثلاث, وهو أصح وأشهر وتوفيت هي وأبو طالب في سنة واحدة. قيل: كان بينهما ثلاث
أيام, وسيأتي الكلام عن تاريخ وفاتها إنْ شاء الله.
النبي يعلّم خديجة الوضوء والصلاة
بعد ما علّم جبرائيل الوضوء والصلاة للنبي’ من قبل الله, فجاء رسول الله إلى
خديجة فتوضأ لها ليريها كيفية الطهور للصلاة كما أراه جبرائيل فتوضأت كما توضأ لها
رسول الله’ ثم صلى بها رسول الله’ كما صلى به جبرائيل فصلت بصلاته
[362].
وكانت هذه الصلاة في نفس يوم الوحي كما ورد. صلى النبي’ يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم
الاثنين. وأيضا ورد عن عفيف قال: جئت في الجاهلية حتى قدمت مكة لابتاع لأهلي من
ثيابها وعطرها وآويت إلى العباس وكان رجلاً تاجراً فأنا جالس عنده وأنا أنظر إلى
الكعبة وقد حلقت الشمس في السماء إذ اقبل فتى شاب حتى رمى ببصره إلى السماء فنظر
ثم اقبل إلى الكعبة فدنا منها فلم يلبث إلا يسيراً حتى جاء شاب فصنع كما صنع ثم
قام إلى جنبه فما مكث إلا يسيراً حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما فأهوى الشاب فركع
فركعا فرفع فرفعا ثم أهوى إلى الأرض ساجداً (فسجدا) فقلت: يا عباس أمر والله عظيم؟
فقال: أمر والله عظيم؟ هل تدري من هذا؟ قلت: لا, قال: هذا محمد ابن عبد الله هذا
ابن أخي, هل تدري من هذه المرأة؟ قلت: لا, قال: هذه خديجة