فنستطيع أن نعرف أنّ تأثير الأسرة
كان كبيراً فيها؛ لأنّها خير قاعدة يبدأ منها الإنسان حياته وتقرر معالم شخصيته.
دور
آباء خديجة
بعدما رجع قصي (الجد الرابع لخديجة (س) ) إلى وطنه ومسقط رأسه مكة (كما تقدم)
آلت إليه زعامة قريش من دون منازع وأصبح زعيم مكة, وقد قام في عدة مشاريع في جميع
الأصعدة لاسيما الاجتماعية منها والسياسية, فقد شرع في تنظيم الحياة في مكة فكان
أول إجراءاتهِ أن نظم سكن القرشيين في مكة, فقسم المناطق المحيطة بالكعبة على بطون
قريش فأنزلها على قسمين.
الأول: قريب من الكعبة, وهم بنو زهرة بن كلاب, وبنو تيم بن مرة, وبنو مخزوم
بن مرة, وبنو جمح وبنو سهم وبنو عدي بن كعب, إضافة على قصي وأبنائه.
القسم الثاني: أنزله في مناطق بعيدة
عنها [284].
ويبدو من هذا التقسيم السكاني الذي قام به قصي حيث أنزل البطون القريبة منه قريب
مكة والبطون البعيدة منه بعيد عنها, ربما يكون الهدف من وراء ذلك التقسيم إيجاد
قوة يستطيع من خلالها حماية ما حققه من إنجازات في مكة, كما يستفاد من قول ابن إسحاق
(وجمع قومه من قريش من منازلهم إلى مكة) [285].
كما قام قصي بعد ذلك بتنظيم إدارة مكة حيث بنى دار الندوة قريب الكعبة
[284]
أنظر: حياة السيدة خديجة بنت خويلد من المهد الى اللحد, حسين علي الشرهان, ص46.