responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 574

عن فرقتهم اجتماعاً، وعن رضاهم بالباطل إصراراً على الحق، وعن ضعفهم قوة، وعن هزيمتهم نصراً، وعن ذلّهم عزّاً يا قوي يا عزيز، يا علي يا قدير.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌

(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ (3) وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4))

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي لا مقدّم ولا مؤخر إلا هو، ولا معبود سواه، ولا هادي من دونه. الآجال من تقديره، والمصائر بيده، والأرواح في قبضته، لا سببية إلا بفيضه، و لا عليّة إلا بمدده، ولا تحقق لشي‌ء في الكون كله إلا بإذنه. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله عاش محموداً، وقضى مرضّياً، ومضى سعيداً، وخلّف نوراً مضيئاً، وهدىً مبينا، ومنهجاً قويماً، وكنوز معرفة لا تنفد، ومنابع علم لا تنزف، اللهم صل وسلم على عبدك محمد المصطفى وآله السعداء.

عباد الله اتقوا الله فإنه لا ملجأ لأحد ولا مهرب من أخذه، ولا غنى لأحدٍ عن رفده، ولا هدى لأحدٍ إلا من عنده، وكلُّ قوي منتهٍ إلا إلى ضعف، ولا يبقى قوياً إلا الله، وكل منته إلى موت، ولا يبقى حيّاً إلا الله، وكل جبّارٍ صائر إلى هوان، ولا جبروت حقاً وصدقاً و أزلًا وأبدأً إلا لله، وكل قهار مقهور لقدر الله الذي يجري عليه كما يجري على النملة والذبابة، و لا قهّار غير مقهور، ولا محدود قهره من دون الله، ولا تغرّنكم الدنيا عباد الله، ولا يصرفنكم الجمع لها عن طاعة الله، فإنها تنتهي بملوكها وأهل بذخها إلى الوهن بعد الشدة، والضعف بعد القوة، والمرض بعد الصحة، وتصير بهم إلى الحفر المظلمة أجساداً هامدة، ورميماً مهيناً، دون أن يدفع عنهم ما جمعوا، أو يحميهم ما ملكوا، وإنه ليأتي على الإنسان أن لو كانت له الدنيا كلها، ما وجد منها حيلة تمدّ له في حياته لحظة.

اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 574
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست