responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 248

والى آلية من آليات المخادعة البشعة واستغفال الجماهير العريضة.

3. تفسير ما تقدم أن الإنسان مركب من قبضة من طين وهي درجة متدنية من بين مراتب الوجود، ونفخة من روح الله وهي مرتبة وجودية عالية من مضمونها إدراك الحق واستذواق الجمال المعنوي من علم وعدل واحسان ورحمة وتسامح إلى آخره، وشوق دائماً إلى المطلق من هذا الجمال. والجانب الطيني في النفس البشرية جانب حي قوي دافع يبحث عن بقاء الجسد ولذائذه ومشتهياته والجمع والاستكثار من أجله والتمدد في الثروة والقوة والسيطرة على حساب الآخرين لمتعته وضمان استمراره ويرتبط به الغرور والبطش وقهر الآخرين والتمرد على القيم والقوانين ما أمكن حماية لمصلحة الذات واستمتاعاتها المادية المتنوعة. فإذا انطلق الجانب المادي في ذات الإنسان انطلق بطاشاً مكتسحاً للقيم والأخلاق والأعراف ومصلحة الشعب والوطن والأمة إرواء لنهم بهيمي لا يرتوي عند حد. فإذا لم تكن قوة في داخل الإنسان لها من الحضور والشدة والفاعلية ما يمكنها من ضبط شهوات الطين ودوافع المادة فيه وربطها بمحور القيم المعنوية فكل اطروحات الإصلاح ومحاولاته ستواجه بالنسف والاجتثاث من دوافع الطين عند الأقوى. إن اقدر نظام على الإصلاح مطلقاً وهو الإسلام لو أريد تطبيقه مفصولًا عن انفتاح النفس البشرية بجانبها الروحي على الله وتقديسه وتوقيره وخوفه ورجائه لم يستطع أن يحقق أهدافه المرجوة ولاستعمل شعاراً للاستقلال فقط، هذا فضلًا عن المحاولات الأرضية في هذا المجال وبهذا نعرف أن مشكلات المجتمع البشري الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها والتمزقات الخطيرة والنكسات المفجعة التي يعاني منها هذا المجتمع تكمن في الإنسان نفسه وسيطرة الجانب الحيواني من محتواه على داخله ولا نهاية لهذه المشكلات الإنسانية إلا أن يصحح الموقف الداخلي عند الإنسان ويكون اتخاذ القرار قائماً على قاعدة الفكر القويم والقيم الرفيعة والإحساس بالمسؤولية الكبرى ولا يتم له ذلك‌

اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست