responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 247

بسياستها و اقتصادها و اجتماعها و تربيتها و كل نواحيها، و من أين يبدأ حل هذه الأزمة؟ و لأدخل في الإجابة على هذا السؤال واضعًا لها في عدد من النقاط:

1. الكثير من أهل الأرض يتطلعون إلى العدل و الأخوة الصادقة، يتطلعون للرفعة و التقدم، يتطلعون للأمن و الاستقرار و السلام. و إنسان الأرض و لو كان مخلصًا غير مؤهل إنتاج الأطروحة الشاملة التي تضع حياة الإنسان على الطريق الذي يحقق طموحات الإنسانية وأشواقها وتكاملها. ذلك لان هذا الإنسان مبتلى بالمحدودية والأنانية، ومأسور في نظرته لضغط الواقع الآني ولمخلفات ماضيه المتسمة بالقصور ولرواسب أزماته الفكرية والنفسية والعملية ومحكوم لدوافع وغرائز مادية تحجبه عن الرؤية، وتحول بينه وبين الحق والحقيقة.

2. لو أمكن للإنسان المحدود جدلًا وهو غير ممكن أن يصوغ الاطروحة الناجحة الكاملة التي تحرك الحياة وتثريها، وتتقدم بها مستمراً على خط العدل والأمن والمحبة والسلام والرقي والتكامل والانسجام بين أبعاد وجوده الكبير، لو أمكن له ذلك، فلن يجد أن يعطي لهذه الأطروحة نجاحها المطلوب وديمومة الدفع والتحريك الصاعد بالإنسان بعيداً عن خط الله والعبودية لوجهه الكريم. وعليه فكل الصيغ والأنظمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية المنحدرة عن خط الله لا يمكن أن ترقى لمستوى الحل الناجح لمشكلة الإنسان وتدارك نواقص الحضارة المنتجة على يديه ثم أنها لا يمكن أن تكون لها القدرة على الدفع والتحريك على الخط الصاعد في مختلف أبعاد هذه الحضارة. في ظل هذه الصيغ المخترعة على يد الإنسان غير القادرة على التغلغل إلى أعماقه واستقطاب أجياله إلا على مدى محدود ومن خلال بقاء الباب مفتوحاً داخل النفس البشرية على أخلاقية الاستكبار والاستضعاف والاستغلال والاستحمار يمكن تحويل أي اطروحة تتوفر على النجاح نظرياً بأي نسبة من النسب إلى شعار مفرغ من محتواه على المستوى العملي‌

اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست