responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 81

الكثير من ميادينها، وتعتمد الثورة في مواقعها الشعبية- للتسلّح بمقوّمات المواجهة الحاسمة مع الأنظمة الطاغوتية المبنيَّة بناءً محكماً من ناحية تنظيمية وعسكريّة- على عنصر الإيمان الفاعل، والإرادة الحيَّة المتحرِّكة، وروح العطاء والتضحية عند الأمَّة، في مقابل ما تعتمد عليه تلك الأنظمة السلطوية الدنيوية في هذه المواجهة من عنصر الإغراء المادي من جهة والإرهاب والبطش من جهة أخرى.

وإقدام القيادة والنخبة على المواجهة الحادّة مع أيّ نظام في حالة من غياب الأمة، وسقوط فكرها، أو تحجُّر ضميرها، أو شلل إرادتها إنما يعني- في الحالة الواعية غير الانفعالية، والحالة الخاضعة للتخطيط، غير المحكومة للفوضى والانفلات- انتحاراً رساليّاً، ورسالة دمويَّة إلى فكر الأمَّة وضميرها وإرادتها، وصوتاً راعداً مزمجراً يخترق حالة الجمود والتحجّر الذي تعيشه الأمَّة في وعيها ووجدانها وفاعلية إنسانيتها [1].

الشهادة في سبيل الله هي الطريق لتحقيق النصر:

1- في بيانات الإمام الحسين عليه السلام:

أ- سيد الشهداء عليه السلام وهو يخاطب في رسالة له بني هاشم: «فإنّه من لحق بي منكم استشهد ومن تخلّف لميبلغ مبلغ الفتح» [2] ما أروع تجسيد كلمته عليه السلام التي خطّها بدمه الشريف في قلب الزمن، وهو دم لا يجف ولا يمّحى! ما أروع تجسيدها لقيمة الشهادة في سبيل الله وتسليطها الضوء على ذلك الانتصار الهائل لحظة الشهادة، على ضعف الذات وهلعها وحرصها وشحّها، وعلى ذلك الانطلاق الكبير من سجن الذات الدنيا إلى الأفق الممتد للذات العليا، والتحرّر الشامل من‌


[1] ثورة أم وثورة شعاع، ص 89.

[2] بحار الأنوار، المجلسي، ج 44، ص 330.

اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست