responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 65

تتفاءل لمستقبلها؛ وعلى خلافه قد لا تواجه الثورة عند بدء تفجُّرها إلّا سخرية عدوّ، وإشفاق صديق، وتخديراً وتخذيلًا من أصحاب الرأي وأهل المشورة؛ إلّا أنَّ وعي القائد، ورؤيته الثاقبة، وروحه المضحية، وقيمه العليا وصرامة بأسه، وصلابة عزمه تجعله يتجاوز كلّ الآراء القاصرة، والمشاعر الواجفة، والحسابات الصغيرة ليمضي قدماً على هدى من ربّه، ويقين من دينه، وسلامة من نيّته، وعلم بربح تجارته التي لا تبتغي دنيا، ولا تهدف إلى حطام، ولا يهمها أن تحتفظ بحياة؛ إنّما كلّ همها نجح القضية ونصرها، يمضي قدماً لتأتي النتائج كما رأى في أول الطريق عزّاً وغلبة للقضية التي آمن بها؛ سواء سقط شهيداً في سبيلها، أم صار حاكماً يرعى مصالحها.

والثائر ليس واحداً في كلّ صورتين متقابلتين مما تقدّم، فالبطولة أكبر، والعظمة أبين حين تأتي الثورة من منبع رؤية يتفرّد بها القائد، وتصميماً لا يشاركه ابتداءً تصميم الآخرين، وخياراً حرّاً واعياً من قضاء العقل والدين، لا موقفاً يدفع إليه حصار خانق من الخارج، أو يسوق إليه هياج متهور من الداخل، ويحثّ عليه تشجيع وتزيين وترغيب من هنا وهناك، ولا بطولة ولا عظمة إلّا بأن تثبت قدم القائد على المداحض، لتتثبّت به الأقدام، وبأن ينتفي تراجع وتذبذب، ويكون الإصرار والمواصلة والاستقامة [1].

أهداف الثورات ومُتطلباتها

1. هناك ثورة بطونٍ وجياع.

2. وهناك ثورة عقولٍ وأرواح.

وهما يختلفان سقفاً، وطولَ مدى، وعمقَ معنى، ونوعَ خُلق، وسعةَ أفق، ونوع جند، وطريقَ تحقيق، ونوع قيادة.


[1] ثورة أم وثورة شعاع، ص 18.

اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست