responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 64

وقد يُفجّر الثورة ابتداءً عزمٌ تلاقت معه عزومٌ على تسلّق القمة، ومقارعة الموت ومواجهة نتائج البركان، وقد لا يفجّرها ابتداءً إلا عزمٌ واحدٌ متفرّد من بين العزوم وإن تابعه منها ما يتابعه أثناء الطريق، هذا العزم يكون من إقدامه أن يواصل الطريق وحده غير مستوحش ولا آبه لفقد النصير، غير معلّق مضيَّه على الدرب الصعب على عدة ولا عدد، نعم شدة هذا العزم وتلحّظه يولِّدان عزوماً أُخرى لاحقة تشارك في البذل والعطاء، وشقّ الطريق إلى النتائج.

ومن التحرّكات ما يأتي ردَّ فعل تدفع إليه محاصرةُ الظروف التي تفقد الفرد أو الجماعة كلّ خيارات النجاة، وتجعل صاحبها في زاوية الموت الحادّة التي لا تنفتح على طريق ترجى منها السلامة إلّا طريق تفجير الأوضاع.

ومنها ما يأتي به خيار حرّ طليق، من خيارات العقل والمروءة والدين، يقدّم التعب على الراحة، وشرف الشهادة على ذلّ الحياة، وإن كانت الشهادة صورة من أشدّ صور المأساة وآلام البدن، وكانت الحياة أنعم حياة وأرفه حياة؛ خيار من وحي الوعي الخالص، والتقدير الدقيق، والرؤية المتثبتة، والروحية الشفّافة، والتصميم الفولاذي الهائل، بلا محاصرة خانقة في الخارج، ولا انفعال هائج في الداخل، ولا غياب لأكداس المحن المترتبة عن النظر الحديد.

وقد تبدأ الثورة إعصاراً عاتياً وبركاناً هائجاً، إلّا أنَّها من بعد حين وحينما تصطدم بصلابة الأحداث وهول المشاقّ تعود جوّاً هادئاً، وحالة وادعة، وتسكن ريحها وينتهي كلّ شي‌ء وليكن ما يكن من نتائج يُحصل معها على الراحة وتسلم الحياة، وقد لا تزيد الثورة أيامُها الصعاب المثقلة بالهموم، ودربُها الطويل الملي‌ء بالتحديات إلّا إصراراً وعزيمة، وإلا شدة وصرامة.

ومن الصور أن تجد الثورة أول انطلاقتها، وقبل انطلاقتها رأياً عاماً داعماً يستثير الهمة، ويشدّ العضد ويدفع على الطريق، وخلاصة من آراء أهل المواقع‌

اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست