فهل تخاف أمريكا وإسرائيل في هذا الحال من مهاجمة هذه الدولة لهما؟! الاحتمال صفر.

واضح جداً أن المستهدف للدولتين العادلتين‌ [1] إسرائيل وأمريكا أن يبقى العالم العربي والإسلامي غير قادر على الردع، ولا الرد على العدوان، ليستجيب لكلِّ الإملاءات الغاشمة، ويظل فريسة المطامع القذرة، ولتكون الأرض الإسلامية مستباحة وكما يشاء لها الأعداء، مأمونة الجانب عند استلابها وتمريغ عزّة أهلها في التراب.

وتتعدى رغبة الدولتين والدول الأوروبية الأخرى هذه الدرجة من الضعف لبلاد الإسلام، ويكون المطلوب الحقيقي حرمانها من الطاقة السلمية التي تتمتع بها في الأغراض المدنية استغناءً عن الغرب‌ [2].

معركة الكرامة لحزب الله:

معركة حزب الله ضد إسرائيل، هي معركة من أجل الإسلام والأمَّة والوطن والإنسان، ومن أجل موازين الحق والعدل في الأرض والعزة والكرامة، ولم تكن لبطر ولا أشر.

معركة إسلامية بما يعنيه الإسلام من عزّة ومن علم وحكمة وإنسانية وعدل وموازين حق، ومن عزمٍ وتصميمٍ وقوة وإيمان.

إنها معركة منتصرة على المستوى المعنوي يتمثل ذلك في أكثر من بعد وقضية:

أ- الثبات على الحق من القلة المؤمنة: عرفت الدنيا كلّ الدنيا أن القلة المؤمنة قادرة على الثبات والمضي بعزم لا يرتدّ ولا يتقهقر باتجاه الهدف‌

[1] يصفهما بذلك تهكماً.

[2] خطبة الجمعة (225) 20 ذي القعدة 1426 ه-- 24 ديسمبر 2005 م.