responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 155

ينتصر للنّفس، كان حفاظه على لون الرّاية، على صِبغة الرّاية والإسلاميّة، أو على حامل الرّاية؟

الذي قال بأنّه لا يوقف الحربَ مع صدّام، عاد يوماً من الأيّام ليقول بأنّ عليه أن يتجرّعَ كأس السّم، ويقبلَ بإيقاف الحرب، لو كان التّحرّك من منطلق غرور، ومن منطلق الأنا، لكان هذا الإيقاف وراءه روحٌ مستخذلة، وجبنٌ طارئ، ورِعدة أصابت النّفس حتّى كتمت غرورها، لكنّ حياة السيِّد الإمام تنفي ذلك؛ لأنّه لم تُسجّل حياتُه موقفاً واحداً، عند مؤرّخيه، وعند معايشيه، وعند الذين كانوا يطلبونه، من جبنٍ ومن فشلٍ ومن ابتعاد، وكان يقف في المعركة وحدَه أو يكاد ولا يتراجع كما كان في مواقفه المواجِهة للشّاه.

كان المطلوب عنده في مثل هذا الموقف وأمثاله، وهو القويُّ الشّجاعُ الأسد الذي يحمل روحه على كتفه في سبيل الله، كان موقفهُ، كان صراعه، كان طلبُ النّصر عنده لا لنفسهِ وإنّما للإسلام، كان صراعه للإسلام، وكان النّصر المطلوب له نصراً للإسلام، والنّفسُ لا تُمتَحن كما تُمتَحن في الشّدائد.

وكما يشهد موقف الإمام الحسن عليه السلام، وإباؤه إباءُ أبيه، وشجاعته شجاعة أخيه، وإيمانهُ بالغ، ولهُ شرفٌ لا يرضى صاحبه بأن يُدفَن، ذاك الجبل الأشم، والرّوح الشّامخة، والإرادة الفولاذيّة، يُقدِم صاحبها على الصّلح مع معاوية مع وجود الاعتراضات، لقد كان جرح الإمام الحسن عليه السلام عميقاً لا يُشاركه في مأساته معه إلا قلّة، وقد جاءت الكلمات، من مخلصين، سهاماً نافذة إلى روح الإباء والشّموخ والكرامة والعزَّة التي كانت بين جنبي الإمام الحسن عليه السلام، ذلك صبرٌ لا يفوقه صبرُ الإمام الحسين عليه السلام، وتضحيةٌ لا تفوقها تضحية الإمام الحسين عليه السلام، تضحيةُ الإمام الحسين عليه السلام معها ذكرٌ عريض، ومعها ظهورٌ كبير، ومعها تألّق في عالم السّمعة والشّهرة، وإن كان كلّ ذلك لا يُساوي شيئاً في نفس الإمام الحسين عليه السلام، أمّا صبر الحسن عليه السلام فكان معه‌

اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست