responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 154

وواعد، وهادف، وثابت، وقائم على التّخطيط، وهو عملٌ يستنزف من إمكانات الأمَّة ما يستنزف، وله ثمنٌ كبيرٌ من جهد الأمَّة وتعبها وثروتها ودمها.

ثالثاً: مراعاة الإنسانية وضوابط الدين الحنيف:

وإذا تحدّثنا عن البطولة، فالبطولة أن لا تخسر معركتكَ مع نفسك من أجل أن تربح معركتكَ في الخارج مع عدو، كل الذين يخسرون أنفسهم ومعركتهم مع النّفس، ويُسجّلون على أنفسهم في هذه المعركة فشلًا ذريعاً، ويُحقّقون نصراً ساحقاً في الخارج، هم ليسوا من النّمط الإيماني والإسلامي، يزيد قد حَقَّقَ نصراً عسكريّاً واضحاً في معركته مع الحسين عليه السلام، ولكنّه هو الذي خسر معركته مع نفسه، وسَقَطَ دونيّاً- شيئاً دونيّاً- في هذه المعركة، وأخرجته هذه المعركة من دينهِ وإنسانيته، ومَن أخرجته معركته مع الخصوم، أيّاً كان لون معركته؛ دمويّاً، كلاميّاً، اجتماعيّاً، سياسيّاً، ومَن أخرجته معركته مع الخصوم من دينه ومن إنسانيته فهو المغلوب في النّظر الإسلامي.

مسلمُ بن عقيل حين اجتهد ألا يقتل ابن زياد غِيلةً وسَبَّبَ له ذلك على مستوى الأسلاك المكشوفة أن يكون هو الشّهيد بدل أن يكون ابن زياد هو القتيل، كان منتصراً على نفسه في معركته مع الأعداء، وإن خسر النّصر الخارجي في تلك المعركة، صحيحٌ أنّ مسلم (رضي الله عنه وأرضاه) قد قُتِل، وقد أصبح مغلوباً على أمره في البُعد العسكري، ولكن قد انتصر المبدأُ على يديه، وسجّل من خلال موقفه أنّ الإسلام أكبرُ من أن يغدر، وأنّ الإسلام حتّى في حربه شريف ويلتزم المبدئيّة، يخوضُ معركَته بقيمه وبكلّ آدابه.

ماذا حقّق الإمام الخميني من نصر أولًا؟

هنا علينا أن نتساءل عن موقف السيِّد الإمام من هذه القضيّة، وأنّه كان المبدئيَّ في حربه، كان الملتزمَ بقيم الإسلام، كان المنتصرَ للمبدأ قبل أن‌

اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست