responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 126

السريرة وصدق النية؛ وقد أثرى المكتبة الإسلامية بكتبه العلمية وكتاباته المعمَّقة ونتاجات قلمه المبدع والمدقّق في مجالات العرفان والأخلاق والفلسفة والفقه الاستدلالي وأصول الفقه والحكومة والشعر [1]؛ هذا إلى جانب خطبه وخطاباته طوال عمر حركته المباركة وثورته المظفّرة وحكومته العادلة، وفيها الحكمة، والتربية، والفهم الاجتماعي الدقيق، والنظرة السياسيّة الحاذقة، والبعد الرّوحي المتألق.

ب- الاندكاك في المبدأ:

الاندكاك في المبدأ مظهر القيادة الصادقة:

من أبرز ما يظهر المبدئية النفسية الصادقة في القائد أن تغيب في مواقفه وتأكيداته شخصيته وراء شعاع المبدأ، لا أن يغيّب شمس المبدأ وراء شخصيته؛ فالذات التي تتصنَّم وإن رفعت راية المبدأ فإنّها تتّخذ من ذلك طريقاً لاستراق عظمة المبدأ وقدسيته ومهابته في العقول والنفوس، حتى يكون الاحتلال الكامل لمواقع المبدأ المتقدّمة، فتكون القدسية والعظمة قدسية للقائد أولًا وبالذات ثم للقضية ثانياً وبالعرض إن لم يقتصر الاجلال والتعظيم على شخص القائد وينسَ المبدأ.

أما الذات التي تزكّى فأول ما تطارده في نفوس الاتباع أن تتعظم ليصغر المبدأ، وأن تُذكر لتُنسى الفكرة، وأن يتجاوز بها حدّ الفقر والإمكان ويُرتفع بها عن صعيد الرقيّة وذلِّ العبودية؛ فكلّما كاد أن يتسلَّل إلى نفوس الاتباع شعور كاذب برد النصر إلى تدبير القائد وعظمة مواهبه، انقضّ على هذا الشعور يحطّمه وينسفه ويُحلّ محلّه توحيد الله، ويرد العقول والقلوب لرؤية بارئها: (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى‌ إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ


[1] الثقافة الإسلامية، ربيع الأول- ربيع الثاني 1411 ه-، ص 68- 69.

اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست