للإقدام عليه، وأن يتخذ التدابير والاحتياطات المساعدة على نجاحه بعيداً عن العشوائية والاعتباط والارتجال، فإنّه وإن كان الرسول صلى الله عليه وآله غنيّاً بتسديد ربّه سبحانه عن حكمة الآخرين ودرايتهم وخبرتهم؛ إلا أنه كلّف أن ينظر النظر الموضوعي الكافي في الامور من حيث ملابساتها الخارجية، والوضع الميداني لها للوصول إلى الرأي المدروس والقرار الممحّص، وإن كان اسلوب المشاورة محمولًا على تربية الأُمّة والتلّطف بالآخرين وإعدادهم من أجل مناسبة من النضج الإداري والسياسي الذي يؤهلهم لمل‌ء المواقع المختلفة التي يتطلبها صلاح المسيرة بخبرة وبصيرة في ظلّ حكومة المعصوم من النبي صلى الله عليه وآله.

والتوكل على اللّه عزّوجل لا يعفي العبد الأخذ به عن الدور المذكور، كما لا يُغنيه كلّ سعيه وجهده وتدبيره عن التوكل على اللّه، والرجوع إليه.

والتحضير للأمر بدراسته وتقليب النظر فيه، والاستعداد العملي من أجله داخل في الحزم، والتصميم، وقطع التردّد، وقفزة النفس نحو العمل، واستحكام الإرادة من العزم الأكيد الشديد الذي تحتاجه الامور ابتداءً واستمراراً لنجاحها.