فالحزم إحكام وإتقان مادي أو معنوي
للشيء، فالحازم في الأمر يضبطه ويسدّ ثغراته وخلله، وأبواب النقص الوهن المفتوحة
عليه، وكأنّه حازم الحزمة يشدُّها بالحزام والحبل ضبطاً لها ومنعاً من أيّ ابتسار.
وحزم الأمر الأخذ فيه بالدقة والدراسة والإحاطة والتمحيص والنظر في مقدّماته
ونتائجه وظروفه وسائر ما يؤثر على النجاح أو الفشل فيه، قبل الدخول فيه، والشروع
بتنفيذه ليأتي بعد ذلك تامّاً قويما متقنا.
ويأتي الحزم بمعنى الجدّ وتوطين
النفس على مشقة العمل والتشمير للأمر وعدم التلكؤ فيه، ومنه قولهم اشدد حيزومك
وحيازيمك لهذا الأمر. وذلك بالاستعداد له استعداداً تامّاً للنهوض بحقّه، النهوض
الكامل.