ووعياً منه للوظيفة الكريمة في هذه الحياة، بل أسعدهم من ضحّى بها جملة وتفصيلًا، وبكل حذافيرها، وحتى النفس والنفس الأخير منها لو بان من الدنيا أنّها تخادعه يوماً ما على دينه، وتساومه عليه بأن إما حياة بلا دين، أو دين بلا حياة، وموتٌ تطلعاً لما عند اللّه وعشقاً للقائه.

طريق واصل:

كلما كبر الهدف تطّلب همة أكبر، وجهداً أكثر، وإرادة أقوى، وعزماً أمضى، والسعادة هي أكبر هدف لا تطرق على النّاس أبواب منازلهم ليجدوا أنفسهم سعداء فجأة، ومن دون جهد مبذول. إنما هي قمّة بعيدة شامخة لا ترتفع إليها قمّة، والتسلّق إليها لا يصبر على كلفته إلّا قليل. ومع بذل الجهد، وارتكاب النصب لابد من التوفيق. وهو لمن سعى، وكان في سعيه مخلصاً، ولربه العظيم كادحاً قاصدا. ولن يجد الناس بديلًا عن منهج من صُنعِ اللّه يصوغ حياتهم ويربّيهم ويحكم علاقاتهم يقع طريقاً موصلًا للسعادة، محقّقا لهدف الحياة، نائياً بها عن الأزمان العصيبة، والمشكلات الحادّة، والإنهيارات الخطيرة، والانقسامات المدمّرة.

الإسلام كتاباً وسُنّةً، أساساً عقيديّاً وبُنىً فوقيّة تشريعية وغير تشريعية منهج متكامل متين رصين لا ثلمة