responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 45

تشاؤم عميق، ويأس مقيت، وإن وجد غنى عارضاً، وصحة عابرة، وعزّاً ظاهرياً، وقوّة موهومة، وسنداً مما يطلب في نفسه السند.

الواجدون للّه كاملًا مطلقاً لا كامل معه، خالقاً بديعاً قادراً لا خالق من دونه، مالكاً لا مالك سواه، حيّاً قيوماً سميعاً بصيراً عليماً خبيراً رؤوفاً رحيماً شديداً جبّاراً، لا يأتي عليه فناء، ولا يمسّه قصور، ولا يعتري قوّته وسلطانه وهن، ولا يشوب قدرته ضعف، وأنّه الجواد الكريم الحنّان المحسن الذي لا يُخلف وعده، ولا يُمنع رفده ... الواجدون للّه ممّن يعيشون رؤيته كذلك عقلًا وقلباً وروحاً ومل‌ء المشاعر وجنبات النفس ومنعطفاتها وجميع أقطارها وأبعادها؛ رؤية لا تغيب، ولا تقيم، ويجدون أنفسهم على طريقه، وقلوبهم مليئة بحبّه، وأرواحهم متعلّقة برجائه، وهممهم متوجّهة إليه، وخطاهم في سبيله؛ كيف لا يكتفون، ولا يفنون، ويقوون، ويثقون، ويأمنون، ويأنسون، ويهنؤون؟! هؤلاء هم السُعداء في الدنيا، السُعداء في الآخرة الذين سعادتهم معهم أبداً تنبع من نور أنفسهم التي تنوّرت بنور اللّه، وأشرقت من عطائه حتى صارت تشعّ على الأقاصي من المكان والزمان.

أسعد الناس من لم يجتذ به التنافس على الدنيا، على زخارفها استغناء بوعد اللّه الجميل، وانشغالًا بلذة رضوانه،

اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست